بينهم أربعة من أسرة واحدة.. ارتفاع حصيلة إعصار ياغي في فيتنام لـ14 قتيلاً
بينهم أربعة من أسرة واحدة.. ارتفاع حصيلة إعصار ياغي في فيتنام لـ14 قتيلاً
ارتفعت حصيلة الإعصار ياغي الذي اقتلع أسطح مساكن وأغرق مراكب وتسبب بانزلاقات تربة في فيتنام، إلى 14 قتيلا، اليوم الأحد، في هذا البلد الذي وصله بعد مروره في مناطق عدة في الصين والفلبين، حيث خلف قتلى وجرحى في البلدين.
ولقي أربعة أفراد من عائلة واحدة حتفهم في انزلاق تربة في مقاطعة هوا بنه الجبلية في شمال فيتنام، ليل السبت/ الأحد، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ووقع انزلاق التربة بعد هطول أمطار غزيرة جراء الإعصار ياغي عندما انهار سفح تلة وغمر منزلا على ما ذكرت صحيفة VNExpress نقلا عن السلطات المحلية في فيتنام.
ونجا مالك المنزل البالغ من العمر 51 عاما، فيما لقيت زوجته وابنته وحفيداه حتفهم وعثر على جثثهم بعيد ذلك.
وضرب الإعصار ياغي اليابسة في فيتنام، السبت، مصحوبا برياح تزيد سرعتها على 149 كيلومترا في الساعة، وقتل أربعة أشخاص السبت بعد تطاير أسطح منازل على ما ذكرت السلطات المكلفة إدارة الكوارث.
وفي مقاطعة هاي دونغ قتل رجل، يوم الجمعة الماضي، في سقوط شجرة جراء الرياح العاتية، ولا تزال المياه البالغ ارتفاعها نصف متر تغطي شوارع أحياء عدة في مدينة هاي فونغ الساحلية فيما التيار الكهربائي مقطوع عنها والخطوط والأعمدة الكهربائية متضررة جراء الإعصار.
وفي خليج ها لونغ الواقع على بعد 70 كيلومترا تقريبا من المدينة، والمدرج في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، كان صيادو الأسماك تحت وقع الصدمة إزاء الأضرار التي خلفها الإعصار صباح اليوم الأحد.
في هذه المنطقة تعرض ما لا يقل عن 23 مركبا لأضرار جسيمة أو غرق في جزيرة توان شو على ما أفاد أبناء المنطقة.
قبل وصوله إلى فيتنام ضرب الإعصار ياغي جنوب الصين والفلبين، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 24 قتيلا، فيما أصيب العشرات من المواطنين.
وعادة ما يشهد جنوب الصين أعاصير خلال فصلي الصيف والخريف، والتي تتشكّل في المحيطات الدافئة شرق الفلبين وتايلاند.
وباتت أعاصير المنطقة تتشكل في مناطق أقرب من السواحل وتزداد شدتها بسرعة وتبقى فوق اليابسة لفترة أطول بسبب التغير المناخي، وفق دراسة نشرت في يوليو الماضي.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".